کد مطلب:109950 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:207

خطبه 232-سفارش به ترس از خدا











ومن خطبة له علیه السلام

یحمد الله ویثنی علی نبیّه ویعظ بالتقوی

حمد الله

أَحْمَدُهُ شُكْراً لِإِنْعَامِهِ، وَأَسْتَعِینُهُ عَلَی وَظَائِفِ حُقُوقِهِ، عَزِیزَ الْجُنْدِ، عَظِیمَ الْمَجْدِ.

الثناء علی النبی

وَأَشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، دَعَا إِلَی طَاعَتِهِ، وَقَاهَرَ أَعْدَاءَهُ جِهَاداً عَنْ دِینِهِ، لاَ یَثْنِیهِ عَنْ ذلِكَ اجْتَِماعٌ علی تَكْذِیبِهِ، وَالِْتمَاسٌ لِإِطْفَاءِ نُورِهِ.

العظة بالتقوی

فَاعْتَصِمُوا بِتَقْوَی اللهِ، فَإِنَّ لَهَا حَبْلاً وَثِیقاً عُرْوَتُهُ، وَمَعْقِلاً مَنِیعاً ذِرْوَتُهُ، وَبَادِرُوا الْمَوْتَ وَغَمَرَاتِهِ، وَامْهَدُوا لَهُ قَبْلَ حُلُولِهِ، وأَعِدُّوا لَهُ قَبْلَ نُزُولِهِ، فَإِنَّ الْغَایَةَ الْقِیَامَةُ، وَكَفَی بِذلِكَ وَاعِظاً لِمَنْ عَقَلَ، وَمُعْتَبَراً لِمَنْ جَهِلَ! وَقَبْلَ بُلُوغِ الْغَایَةَ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ ضِیقِ الْأَرْمَاسِ، وَشِدَّةِ الْإِبْلاَسِ، وَهَوْلِ الْمُطَّلَعِ، وَرَوْعَاتِ الْفَزَعِ، وَاخْتلاَفِ الْأَضْلاَعِ، وَاسْتِكَاكِ الْأَسْمَاعِ، وَظُلْمَةِ اللَّحْدِ، وَخِیفَةِ الْوَعْدِ، وغَمِّ الضَّرِیحِ، وَرَدْمِ الصَّفِیحِ. فَاللهَ اللهَ عِبَادَ اللهِ! فَإِنَّ الْدُّنْیَا مَاضِیَةٌ بكُمْ عَلَی سَنَنٍ، وَأَنْتُمْ وَالسَّاعَةُ فِی قَرَنٍ، وَكَأَنَّهَا قَدْ جَاءَتْ بِأَشْرَاطِهَا، وَأَزِفَتْ بِأَفْرَاطِهَا، وَوَقَفَتْ بِكُمْ عَلَی صِراطِهَا. وَكَأنَّهَا قَدْ أَشْرَفَتْ بِزَلَازِلِهَا، وَأَنَاخَتْ بِكَلاَكِلِهَا، وَانْصَرَمَتِ الدُّنْیَا بِأَهْلِهَا، وَأَخْرَجَتْهُمْ مَنْ حِضْنِهَا، فَكَانَتْ كَیَوْمٍ مَضَی وَشَهْرٍ انْقَضَی، وَصَارَ جَدِیدُهَا رَثّاً، وَسَمِینُهَا غَثّاً. فِی مَوْقِفٍ ضَنْكِ الْمَقَامِ، وَأُمُورٍ مُشْتَبِهَةٍ عِظَامٍ، ونَارٍ شَدِیدٍ كَلَبُهَا، عَالٍ لَجَبُهَا، سَاطعٍ لَهَبُهَا، مُتَغَیِّظٍ زَفِیرُهَا، مُتَأَجِّجٍ سَعِیرهَا، بَعِیدٍ خُمُودُهَا، ذَاكٍ وُقُودُهَا، مَخُوفٍ وعِیدُهَا، عُمٍ قَرارُهَا، مُظْلِمَةٍ أَقْطَارُهَا، حَامِیَةٍ قُدُورُهَا، فَظِیعَةٍ أُمُورُهَا. (وَسِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً). قَدْ أُمِنَ الْعَذَابُ، وَانْقَطَعَ الْعِتَابُ، وَزُحْزِحُوا عَنِ النَّارِ، وَاطْمَأَنَّتْ بِهِمُ الدّارُ، وَرَضُوا المَثْوَی وَالْقَرَارَ. الَّذِینَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِی الدُّنْیَا زَاكِیةً، وَأَعْیُنُهُمْ بَاكِیَةً، وَكَانَ لَیْلُهُمْ فِی دُنْیَاهُمْ نَهَاراً، تَخَشُّعاً وَاسْتِغفَاراً، وَكَانَ نَهَارُهُمْ لَیْلاً، تَوَحُشّاً وَانَقِطَاعاً، فَجَعَلَ اللهُ لَهُمُ الْجَنَّةَ مَآباً، وَالْجَزَاءَ ثَوَاباً، (وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَها) فی مُلْكٍ دَائِمٍ، وَنَعِیمٍ قَائِمٍ. فَارْعَوْا عِبَادَ اللهِ مَا بِرِعَایَتِهِ یَفُوزُ فَائِزُكُمْ، وَبِإِضَاعَتِهِ یَخْسَرُ مُبْطِلُكُمْ، وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بأَعْمَالِكُمْ، فَإِنَّكُمْ مُرْتَهَنُونَ بِمَا أَسْلَفْتُمْ، وَمَدِینُونَ بِمَا قدَّمْتُمْ. وَكَأَنْ قَدْ نَزَلَ بِكُمُ الْمَخُوفُ، فَلاَ رَجْعَةً تَنَالُونَ، وَلاَ عَثْرَةً تُقَالُونَ. اسْتَعْمَلَنَا اللهُ وَإِیَّاكُمْ بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ، وعَفَا عَنَّا وَعَنْكُمْ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ. الْزَمُوا الْأَرْضَ، وَاصْبِروُا عَلَی الْبَلاءِ، وَلاَ تُحرِّكُوا بأَیْدِیكُمْ وَسُیُوفِكُمْ فِی هَوَی أَلْسِنَتِكُمْ، وَلاَ تَسْتَعْجِلُوا بِمَا لَمْ یُعَجِّلْهُ اللهُ لَكُمْ. فَإِنّهُ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَی فِرَاشِهِ وَهُوَ عَلَی مَعْرِفَةِ حَقِّ رَبِّهِ وَحَقِّ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَیْتِهِ مَاتَ شَهِیداً، وَوَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللهِ، واسْتَوْجَبَ ثَوَابَ مَا نَوَی مِنْ صَالِحِ عَمَلِهِ، وَقَامَتِ النِّیَّةُ مَقَامَ إِصْلاَتِهِ لِسَیْفِهِ، فإِنَّ لِكُلِّ شَیْءٍ مُدَّةً وَأَجَلاً.